قصيدة بعنوان" يا قدس"
يا قــدس يا محــــــراب يا منبر..................يا نور يا إيمان يا عنبر
أقدام من داست رحاب الهدى................ووجه من في ساحها أغبر؟
وكف مــن تـــزرع أرضــي وقــد...............حنا عليها ساعدي الأسمر؟
من لــوث الـصخـــرة تلك التي................كانت بمسرى أحمد تفخر؟
وأمطـــر القــــــــدس بأحقــاده................فاحترق اليابـس والأخـضـر
ودنـــس المــهــد على طــهره .............. إلا عــــدو جــــاحـــد أكفـر!
يا ســورة الأنفــال مـن لي بها...............قـدسـية الآيـــات تســـتنفر
جنداً يذوق الموت عذب المنى...............كالصبح عن إيمانه يسفر
ومــن يبـــع للــــــــه أزكى دم................يمــت شهيد الحق أو ينصر
والبغي مهما طــــال عـدوانـه .................فـاللـه مـن عـدوانـه أكبر
***
يا قــدس يا محــراب يا مسجد................يا درة الأكوان يا فــــرقــــد
سفوحك الخضر ربــــوع المنى...............وتربـك الياقوت والعسجد
كـــم رتلت في أفـــقــها آية...!...............وكم دعانا للهدى مرشد.!
أقدام عيسى باركت أرضها....................وفي سماها قد سرى أحمد
أبعد وجه مشرق بالتقى......................يطل وجه كالح أربد
وبعد ليث في عرين الشرى..................يحل كلب راح يستأسد
وبعد شعب دينه رحمة.........................يحل من وجدانه يحقد؟
يا أفرع الزيتون في قدسنا.....................كم طاب في أفيائها الموعد
إن مــزق الغاصــب أرحامنا....................وقومنا في الأرض قد شردوا
فما لنـا غيـر هتاف العلى:......................إنا لغيــر الله لا نســـــجــد !
***
القدس في أفق العلى كوكب.................تشـــع بالنــــــور فلا تعجبوا
أيــامــها بالحـــــــق وضـــــــاءة................كانت بأطـــراف القنــــا تكتب
إن أطــرب القيثــار أسماعـنـــا................فاللحن في أفق الهدى أعذب
أو حلت الأمجــــاد سـاح العلى.............. فالمسجد الأقصى لها أرحب
والمجد مذ أشرق في قدسنا................ما بالــــُه في قدسنا يغرب؟
يا روضـــــة كانت لنـــــا مـرتعـاً................وكوثـــراً من فيضـــه نشرب
وجنــــة فيهــــا ربيـــــع المنى ...............في ظــــلها أكبـــــادنا تلعب
مذ حــل في أفيائــها غـــاصب................ما عـــاد فيهـــا بلبـــل يطرب
من لي بسيف لا يهاب الردى.................في كف من يزهو به الموكب
أو راية في جحفـــل ظـــافــــر....................يقوده الفاروق أو مصعب
***
الوحي والتنزيل والأحــــرف.......................والآي والإنجيل والمصحف
وسورة الإسراء ما رتلت...........................إلا وأسماع الدنا ترهف
تُبارِك القدس وما حولها...........................وصخرة القدس بنا تهتف !
في كل صدر من دمي دفقة......................وكل عين دمعةٌ تُذرَف
إن ضمَّد الآسي جراح الورى......................فالجرح مني راعف ينزف
***
يا درة في جيد تاريخنا.............................رباك من كل الربى ألطف
كم قد مشت أكبادنا فوقها.......................ومن كل روض زهرة تقطف
وكم سقينا تربها أنفساً...........................أنقى من الياقوت بل أشرف
يا قدس مهما باعدوا بيننا.........................ففي غد جيش الهدى يزحف
كتائب الإيمان قــــد بايعت.........................لا فاسق فيها ولا مترف
***
يا قدس يا أنشودة في فمي...................و يا مناراً في ذرى الأنجم
في كل أفق منك تسبيحة......................وكل شبر دفقة من دم
وكل روض نفحة من شذى.....................وماؤك الرقراق من زمزم
وكل صدر زفرة حرة...............................وكل خدر عفة المبسم
تحنو بقلب خافق با لمنى .....................على بريء رف كالبرعم
قد أغمض الأجفان في هدأة..................وثغره في الثدي لم يفطم
من مزق الطفل بلا رحمة.....................فمات بين الصدر والمعصم
شظية عمياء من حاقد........................ورمية من ساعد المجرم
قد أُطلقت هوجاء في غفلة..................وحُلكة من ليلنا المظلم
ما كان للهامات أن تنحني...................لو كان فينا عزة مسلم
الشاعر: يوسف عظم
دمتم بخير
إرسال تعليق